mercredi 30 avril 2014

أختي تخطَّت الحدود مع حبيبها، فما العمل؟



أختي تخطَّت الحدود مع حبيبها، فما العمل؟





النص الكامل تكبير الخطالحجم الأصليتصغير الخط

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أريد استشارتكم بشأن أختي التي تكبرني بعامَيْن.

فمنذ سنتين تقريبًا كانتْ تخبرني عن شابٍّ التقتْ به في الجامعة، وكان يقوم بأمورٍ تُشعرها بأنه مُعجَبٌ بها، بعضُها متعمد، وبعضها لا.

مع الوقت أصبحَا قريبَيْنِ جدًّا، وكانتْ تحكي لي عنه كثيرًا، حتى اعترف هذا الشابُّ لها بحبِّه، خاصة أنه شخصٌ متفوِّق ومتعدِّد المواهب، وأكبر منها بسنتين، وأختي شخصيتُها جميلةٌ، وموهوبة جدًّا، ومتفوِّقة، ومِن الأوائل!

كانتْ تسْمَح لنفسِها بتقبيله، وكأنه شيء عادي! والمشكلةُ أنها ترى أن هذا شيء جميلٌ!

عندما كانتْ تُخبرني بهذه الأمور كنتُ أتجاوب معها، ولا أملك الجُرأة أن أقولَ لها: هذا حرام، أو: هذا خطأ؛ خوفًا مِن غضبها، أو أن تقول: إني متخلِّفة!

المشكلةُ الأكبر والصاعقة الكُبرى أنه طلَب منها أن ترسلَ له صورة لها وهي - والعياذ بالله - (....)، لكنها رفضتْ! وصُعِقْتُ لما علمتُ ذلك، وحذرتُها بقوة، لكنها لم تقطعْ علاقتها به!

تقدَّمَ هذا الشابُّ لخطبتِها، لكن والدي رفَضَ بسبب ظروفِهم العائلية، لكنه في اليوم التالي أخبر الناس بأنها خطيبته، وكان يُقَدِّم لها الهدايا على أنها خطيبته وفي المناسبات!

استمرتْ علاقتهما، حتى إنه بدأ يُعاملها على أنها زوجتُه! فكان يمنعها من الخروج، ونادرًا ما كان يسمح لها، وكانت هي تسمع كلامه وتُطيعه!

عَلِم والدي بالعلاقة القائمة بينهما، فتحدَّث معها، وعرَّفها خطأها، وشعرتْ بالذنب الكبير، وأن هذا دليل قوي على ما اختاره اللهُ - سبحانه وتعالى - لها، ثم أوقفتْ كل وسيلة يُمكن للشابِّ أن يصلَ إليها بها، ولم تتحدثْ معه لفترةٍ، ولكنه أخْبَر جميع أصدقائها بذلك، وطلب منهم إقناعها بالرجوع، وعندما واجهتْه هزَمَها، وعادتْ له بحجة أنَّ الله قدَّر ذلك حتى يتغيَّر هذا الشاب للأحسن!

هي الآن تشكو منه، وتُريد التخلُّص منه؛ لأنه لم يتغيرْ، ولأنَّ العلاقة بينهما ليستْ جديةً.

أنا أعرف أن هذه العلاقة محرَّمة، حتى لو كانت العلاقة مجرد كلام، فكيف وعلاقة أختي قد تخطت الحدود!

أخبروني ماذا أفعل حتى أُبرئ ذمتي أمام الله؟
الجواب

سلامٌ عليك، أما بعدُ:
فإنْ كان والدُك الكريم - على ما تصفين في استشارتك - ذا حكمةٍ وسياسةٍ ورحمةٍ وشفَقَة، فالرأيُ عندي أن تتلطَّفي في إخباره بهذه المشكلة الحادثة مع شقيقتك، فهو أشفقُ عليها مني ومنك، وأقدرُ - إن شاء الله تعالى - على حمايتها مِن نفسها، ومِن هذا الشابِّ الطائش، لكن الأمر يعتمد كثيرًا على طريقتك وأسلوبك في طرْحِ المشكلة، وعندي الثقة فيك وفي قدرتك على النِّقاش العقلاني مع والدك، فاستخيري الله - عز وجل - ثم استفتِ قلبك.

أما السببُ وراء تعلُّق شقيقتك بهذا الشاب؟ فهذا إدمان الحب Love addiction يا عزيزتي، راجية أن تتفضلي بقراءة الاستشارات التي بسَطْنا فيها الكلام على الحبِّ ومشكلاته، وكيفية التوبة من العلاقات المحرمة، وتجاوز معاناتها النفسية.

وعسى الله أن يُلهمك الصواب والرشد، ويقويك على العمل بكل خيرٍ، ويصرفَ عن شقيقتك كل محذور برحمته، ويوفقها إلى الورَع والعفاف بقدرته، اللهم آمين.

والله - سبحانه وتعالى - أعلم بالصواب


التعليقات
0 التعليقات