vendredi 27 juin 2014

قصة قصها الأستاذ الدكتور خالد الجبير استشاري جراحة القلب والشرايين في محاضرته



قصة قصها الأستاذ الدكتور خالد الجبير استشاري جراحة القلب والشرايين في محاضرته
القيمة ( أسباب ٌٌ منسية )
فأعيروني انتباهكم فالقصة مؤثرة ولنا فيها بإذن الله العظة و العبرة

يقول الدكتور :- 

في أحد الأيام أجريت عملية جراحية لطفل عمره سنتان ونصف وكان ذلك اليوم هو يوم الثلاثاء ،و في يوم الأربعاء كان الطفل في حيوية و عافية يوم الخميس الساعة 11:15ولا أنسى هذا الوقت
- للصدمة التي وقعت - إذ بأحد الممرضات تخبرني بأن قلب و تنفس الطفل قد توقفا عن العمل؛ فذهبت إلى الطفل مسرعا ً وقمت بعملية تدليك للقلب استمرت 45 دقيقة وطول هذه الفترة لم يكن قلبه يعمل، وبعدها كتب الله لهذا القلب أن يعمل فحمدنا الله تعالى.

ثم ذهبت لأخبر أهله بحالته و كما تعلمون كم هو صعب أن تخبر أهل المريض بحالته إذا كانت سيئة وهذا من أصعب ما يتعرض له الطبيب ولكنه ضروري ، فسألت عن والد الطفل فلم أجده لكني وجدت أمه فقلت لها إن سبب توقف قلب ولدك عن العمل هو نتيجة نزيف في الحنجرة ولا ندري ما هو سببه و أتوقع أن دماغه قد مات
فماذا تتوقعون أنها قالت؟
هل صرخت ؟ هل صاحت؟ هل قالت أنت السبب؟
لم تقل شيئا من هذا كله بل قالت الحمد لله ثم تركتني وذهبت.

بعد 10 أيام بدأ الطفل في التحرك فحمدنا الله تعالى واستبشرنا خيرا ً بأن حالة الدماغ معقولة، بعد 12يوم يتوقف قلبه مرة أخرى بسبب هذا النزيف؛ فأخذنا في تدليكه لمدة 45 دقيقة ولم يتحرك قلبه قلت لأمه هذه المرة لا أمل على ما أعتقد ، فقالت الحمد لله
اللهم إن كان في شفائه خيرا ً فاشفه يا رب.
و بحمد الله عاد القلب للعمل ولكن تكرر توقف قلب هذا الطفل بعد ذلك
6 مرات إلى أن تمكن أخصائيٌ القصبة الهوائية بأمر الله أن يوقف النزيف و يعود قلبه للعمل .

ومر ت الآن 3 أشهر ونصف و الطفل في الإنعاش لا يتحرك ثم ما أن بدأ بالحركة وإذا به يصاب بخراج ٍ وصديد عجيب غريب عظيم في رأسه لم أرى مثله، فقلنا للأم بأن ولدك ميت لا محالة ،فإن كان قد نجا من توقف قلبه المتكرر فلن ينجو من هذا الخراج، فقالت الحمد لله ثم تركتني و ذهبت. بعد ذلك قمنا بتحويل الحالة فورا إلى جراحي المخ و الأعصاب وتولوا معالجة الصبي ثم بعد ثلاثة أسابيع بفضل الله شفي الطفل من هذا الخراج ،لكنه لا يتحرك.

و بعد أسبوعين يصاب بتسمم عجيب في الدم وتصل حرارته إلى 41,2 درجة مئوية فقلت للأم: إن دماغ ابنك في خطر شديد لا أمل في نجاته فقالت بصبر و يقين الحمد لله، اللهم إن كان في شفائه
خيرا ً فاشفه. بعد أن أخبرت أم هذا الطفل بحالة ولدها الذي كان يرقد على السرير رقم 5 ذهبت للمريض على السرير رقم6 لمعاينته وإذا بأم هذا المريض تبكي و تصيح وتقول يا دكتور يا دكتور
الحقني يا دكتور حرارة الولد 37,6 درجة راح يموت راح يموت فقلت لها متعجبا ً : شوفي أم هذا الطفل الراقد على السرير رقم 5 حرارة ولدها 41 درجة وزيادة وهي صابرة و تحمد الله، فقالت أم المريض صاحب السرير رقم 6 عن أم هذا الطفل :
(هذه المرأة مو صاحية ولا واعية) ؛ فتذكرت حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم الجميل العظيم (طوبى للغرباء) مجرد كلمتين ، لكنهما كلمتان تهزان أمة

لم أرى في حياتي طوال عملي لمدة 23 سنة في المستشفيات مثل هذه الأخت الصابرة إلا إثنين فقط.

بعد ذلك بفترة توقفت الكلى فقلنا لأم الطفل: لا أمل هذه المرة لن ينجو فقالت بصبر وتوكل على الله تعالى الحمد لله وتركتني ككل مرة وذهبت .
دخلنا الآن في الأسبوع الأخير من الشهر الرابع وقد شفي الولد بحمد الله من التسمم ،ثم ما أن دخلنا الشهر الخامس إلا ويصاب الطفل بمرض عجيب لم أره في حياتي ،التهاب شديد في الغشاء البلوري حول الصدر وقد شمل عظام الصدر و كل المناطق حولها مما اضطرني إلى أن أفتح صدره واضطرُ أن أجعل القلب مكشوفا ، بحيث إذا بدلنا الغيارات ترى القلب ينبض أمامك .

عندما وصلت حالت الطفل لهذه المرحلة ،قلت للأم: خلاص هذا لايمكن علاجه بالمرة لا أمل لقد تفاقم وضعه؛ فقالت الحمد لله كدأبها ولم تقل شيئا آخر

مضى الآن علينا ستة أشهر و نصف وخرج الطفل من الإنعاش
لا يتكلم لا يرى لا يسمع لا يتحرك لا يضحك و صدره مفتوح ويمكن أن ترى قلبه ينبض أمامك، والأم هي التي تساعد في تبديل الغيارات صابرة ومحتسبة .

هل تعلمون ما حدث بعد ذلك ؟
وقبل أن أخبركم ، ما تتوقعون من نجاة طفل مر بكل هذه المخاطر و الآلام والأمراض، وما ذا تتوقعون من هذه الأم الصابرة أن تفعل و ولدها أمامها عل شفير القبر، و لا تملك من أمرها الا الدعاء والتضرع لله تعالى .

هل تعلمون ما حدث بعد شهرين ونصف للطفل الذي يمكن أن ترى قلبه ينبض أمامك ؟

لقد شفي الصبي تماما برحمة الله عزوجل جزاء ً لهذه الأم الصالحة ، وهو الآن يسابق أمه على رجليه كأن شيئا ً لم يصبه وقد عاد كما كان صحيحا معافى ً .

لم تنته القصة بعد ما أبكاني ليس هذا، ما أبكاني هو القادم :

بعد خروج الطفل من المستشفى بسنة و نصف ،يخبرني أحد الإخوة في قسم العمليات بأن رجلا ً وزوجته ومعهم ولدين ،يريدون رؤيتك، فقلت من هم ؟ فقال بأنه لا يعرفهم.

فذهبت لرؤيتهم وإذا بهم والد ووالدة الطفل الذي أجريت له العمليات السابقة عمره الآن 5 سنوات مثل الوردة في صحة وعافية كأن لم يكن به شيء ومعهم أيضا مولود عمره 4أشهر.

فرحبت بهم وسألت الأب ممازحا ًعن هذا المولود الجديد الذي تحمله أمه هل هو رقم 13 أو 14 من الأولاد ؟

فنظر إلي بابتسامة عجيبة ( كأنه يقول لي: والله يا دكتور إنك مسكين)

ثم قال لي بعد هذه الابتسامة : إن هذا هو الولد الثاني وأن الولد الأول الذي أجريت له العمليات السابقة هو أول ولد يأتينا بعد 17 عاما من العقم وبعد أن رزقنا به، أصيب بهذه الأمراض التي تعرفها .

لم أتمالك نفسي وامتلأت عيوني بالدموع وسحبت الرجل لا إراديا ً من يده ثم أدخلته في غرفة عندي وسألته عن زوجته ، قلت له من هي زوجتك هذه التي تصبر كل هذا الصبرعلى طفلها الذي أتاها بعد 17 عاما من العقم ؟ لا بد أن قلبها ليس بورا ً بل هو خصبٌُُُ بالإيمان بالله تعالى .

هل تعلمون ماذا قال ؟
أنصتوا معي يا أخواني و يا أخواتي وخاصة يا أيها الأخوات الفاضلات فيكفيكن فخرا ً في هذا الزمان أن تكون هذه المسلمة من بني جلدتكن.

لقد قال :
أنا متزوج من هذه المرأة منذ 19 عاما وطول هذه المدة لم تترك قيام الليل إلا بعذر شرعي، وما شهدت عليها غيبة ولا نميمة ولا كذب ، واذا خرجتُ من المنزل أو رجعتُ إليه تفتح لي الباب وتدعو لي وتستقبلني وترحب بي وتقوم بأعمالها بكل حب ورعاية وأخلاق وحنان.

ويكمل الرجل حديثه ويقول : يا دكتور لا استطيع بكل هذه الأخلاق و الحنان الذي تعاملني به زوجتي أن أفتح عيني فيها حياءً منها وخجلا ً ؛ فقلت له : ومثلها يستحق ذلك بالفعل منك

انتهى كلام الدكتورخالد الجبير حفظه الله .
------------ --------- --------- --------- --------- ------
وأقول :

إخواني و أخواتي، قد تتعجبون من هذه القصة ومن صبر هذه المرأة ولكن اعلموا أن الإيمان بالله تعالى حق الإيمان والتوكل عليه حق التوكل والعمل الصالح هو ما يثبت المسلم عند الشدائد والمحن وهذا الصبر هو توفيق من الله تعالى ورحمة.

يقول الله تعالى:

وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ (156) أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157) - سورة البقرة

و يقول عليه الصلاة والسلام:

((ما يصيب ُ المسلم َ من نصب ٍ ولا وصبٍ ولا هم ٍ ولاحزن ٍ ولا أذىً ولا غم ٍ، حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها خطاياه ))

فاستعينوا إخواني و أخواتي بالله وأسألوه حوائجكم وادعوه وحده
والجئوا اليه في السراء والضراء إنه تعالى نعم المولى ونعم النصير وجزاكم الله خيرا ً ولا تنسونا من صالح دعائكم






إقرأ المزيد.. Résumébloggeradsenseo

samedi 7 juin 2014

نصائح غالية من ﺍﻟسديسي ﺇﻣﺎﻡ ﺍﻟﺤﺮﻡ ﺍﻟﻤﻜﻲ :




نصائح غالية من ﺍﻟسديسي ﺇﻣﺎﻡ ﺍﻟﺤﺮﻡ ﺍﻟﻤﻜﻲ :

- ﻛﻞ ﺛﻼ‌ثة ﺃﻳﺎﻡ ﺍﻓﺘﺤﻮﺍ ﺍﻷ‌ﺑﻮﺍﺏ ﻭﺍﻟﻨﻮﺍﻓﺬ ﻭﺷﻐﻠﻮﺍ

( ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ ﻭﺍﻟﺮﻗﻴﺔ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﻟﻠﻤﻨﺰﻝ )

ﻭﺳﻮﻑ ﺗﻼ‌ﺣﻈﻮﻥ ﻓﺮﻕ ﺑﻨﻔﺴﻚ ﻭﺑﺄﻫﻞ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ

ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ

- ﺑﺨﺮﻭﺍ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﺑﺎﻟﺤﺒﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﺀ ﻟﺘﻄﺮﺩ ﺍﻟﺸﻴﺎﻃﻴﻦ

ﻭﺍﻟﺠﺮﺍﺛﻴﻢ ﻛﻤﺎ ﻭﺻﻰ ﺍﻟﻤﺼﻄﻔﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼ‌ﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼ‌ﻡ .

- ﻻ‌ ﺗﺠﻤﻌﻮﺍ ﺍﻷ‌ﻏﺮﺍﺽ ﺃﺑﺪﺍً ﺗﺤﺖ ﺍﻟﺴﺮﻳﺮ ﺃﻭ ﻓﻮﻕ ﺍﻟﺪﻭﻻ‌ﺏ

ﺑﻞ ﺭﺗﺒﻮﻫﺎ ﺩﺍﺧﻞ ﺃﺩﺭﺍﺝ ﻣﻐﻠﻘﻪ .

- ﻻ‌ ﺗﺒﺨﺮﻭﺍ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﻭﺍﻟﻨﻮﺍﻓﺬ ﻣﻐﻠﻘﻪ ﺑﻞ ﺍﻓﺘﺤﻮﻫﺎ .

- ﻻ‌ ﺗﻜﺜﺮﻭﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺮﺍﻳﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ ﻭﺇﻥ ﻭﺟﺪﺕ ﻣﺮﺍﻳﺎ ﻓﺄﻓﻀﻞ

ﻣﻜﺎﻥ ﻟﻬﺎ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻤﺪﺧﻞ .

- ﻻ‌ ﺗﺠﻠﺴﻮﺍ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻥ ﻗﺪ ﻗﺎﻡ ﻣﻨﻪ ﺻﺎﺣﺒﻪ ﻟﺘﻮﻩ .

- ﺗﻨﻔﺴﻮﺍ ﺗﻨﻔﺲ ﻋﻤﻴﻖ ﻋﻨﺪ ﺇﺳﺘﻴﻘﺎﻇﻜﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻮﻡ ﻭﻗﺒﻞ 

ﺍﻟﻨﻬﻮﺽ

ﺍﻧﻄﻘﻮﺍ ﺍﻟﺒﺴﻤﻠﻪ .

- ﺍﺟﻌﻠﻮا ﻭﻗﺖ ﺍﻟﻨﻮﻡ ﺛﺎﺑﺖ ﻣﻨﺘﻈﻢ ﻭﺍﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻴﻞ .

- ﻻ‌ ﺗﺘﺮﻛﻮﺍ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻨـﻮﻡ ﻓﻬﻨﻴﺌﺎ ﻟﻤﻦ ﺟﻌﻞ

ﻗﺮﺍﺀﺗﻬﺎ ﻋﺎﺩﺓ ﻟﻪ ﻓﺈﺣﺮﺻﻮﺍ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻷ‌ﻧﻬﺎ ﺗﻨﺠﻲ ﻣﻦ ﻋﺬﺁﺏ ﺍﻟﻘﺒﺮ .

"ﺁﺧﺒﺮﻭﺍ ﺑﻬﺎ ﻣﻦ ﺗﺤﺒﻮﻥ .. ﻭﻷ‌ﻧﻲ ﺃﺣﺒﻜﻢ ﺁﺧﺒﺮﺗﻜﻢ"


إقرأ المزيد.. Résumébloggeradsenseo

حكم الاحتفال بليلة النصف من شعبان

حكم الاحتفال بليلة النصف من شعبان


- هذه البطاقة مترجمة باللغات التالية: بوسني - بنغالي - تايلندي - مليالم - أوزبكي - إنجليزي
الحمد لله الذي أكمل لنا الدين ، وأتم علينا النعمة ، والصلاة والسلام على نبيه ورسوله محمد نبي التوبة والرحمة .
أما بعد :
فقد قال الله تعالى: ﴿ اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً  المائدة /3 ، وقال تعالى: ﴿ أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله  الشورى /21.
وفي الصحيحين عن عائشة - رضي الله عنها -، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : { من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد }..
وفي صحيح مسلم عن جابر - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقول في خطبة يوم الجمعة : { أما بعد: فإن خير الحديث كتاب الله ، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل بدعة ضلالة }.
والآيات والأحاديث في هذا المعنى كثيرة .
وهي تدل دلالة صريحة على أن الله - سبحانه وتعالى - قد أكمل لهذه الأمة دينها، وأتم عليها نعمته ولم يتوف نبيه - عليه الصلاة والسلام - إلا عندما بلّغ البلاغ المبين، وبيّن للأمة كل ما شرعه الله لها من أقوال وأعمال ، وأوضح - صلى الله عليه وسلم -: أن كل ما يحدثه الناس بعده وينسبونه للإسلام من أقوال وأعمال، فكله مردود على من أحدثه، ولو حسن قصده، وقد عرف أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هذا الأمر، وهكذا علماء الإسلام بعدهم ، فأنكروا البدع وحذروا منها كما ذكر ذلك كل من صنف في تعظيم السنة وإنكار البدعة، كابن وضاح والطرطوشي ، وابن شامة وغيرهم.
ومن البدع التي أحدثها بعض الناس: بدعة الاحتفال بليلة النصف من شعبان، وتخصيص يومها بالصيام، وليس على ذلك دليل يجوز الاعتماد عليه، وقد ورد في فضلها أحاديث ضعيفة لا يجوز الاعتماد عليها، وما ورد في فضل الصلاة فيها فكله موضوع، كما نبّه على ذلك كثير من أهل العلم، وسيأتي ذكر بعض كلامهم - إن شاء الله -.
وورد فيها أيضاً آثار عن بعض السلف من أهل الشام وغيرهم، والذي عليه جمهور العلماء: أن الاحتفال بها بدعة، وأن الأحاديث الواردة في فضلها كلها ضعيفة، وبعضها موضوع، وممن نبه على ذلك الحافظ ابن رجب في كتابه " لطائف المعارف " وغيره، والأحاديث الضعيفة إنما يعمل بها في العبادات التي ثبت أصلها بأدلة صحيحة، وأما الاحتفال بليلة النصف من شعبان فليس له أصل صحيح حتى يستأنس له بالأحاديث الضعيفة.
وقد ذكر هذه القاعدة الجليلة الإمام أبو العباس شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -.
وقد أجمع العلماء - رحمهم الله - على أن الواجب رد ما تنازع فيه الناس من المسائل إلى كتاب الله - عز وجل -، وإلى سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فما حكما به أو أحدهما فهو الشرع الواجب الإتباع، وما خالفهما وجب اطّرَاحه، وما لم يرد فيهما من العبادات فهو بدعة لا يجوز فعلها، فضلاً عن الدعوة إليها وتحبيذها ، كما قال الله - سبحانه وتعالى -: ﴿ يا أيها الذين ءامنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلاً  النساء/59 ، وقال تعالى: ﴿ وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله  الشورى /10 ، وقال تعالى: ﴿ قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم  آل عمران /31 . وقال - عز وجل -: ﴿ فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليماً  النساء /65.
والآيات في هذا المعنى كثيرة، وهي نص في وجوب رد مسائل الخلاف إلى الكتاب والسنة، ووجوب الرضى بحكمهما، وأن ذلك هو مقتضى الإيمان، وخير للعباد في العاجل والآجل: " وأحسن تأويلاً " أي: عاقبة.
قال الحافظ ابن رجب - رحمه الله تعالى - في كتابه: " لطائف المعارف " في هذه المسألة - بعد كلام سبق -: " وليلة النصف من شعبان كان التابعون من أهل الشام، كخالد بن معدان، ومكحول، ولقمان بن عامر، وغيرهم يعظمونها ويجتهدون فيها في العبادة وعنهم أخذ الناس فضلها وتعظيمها، وقد قيل: أنهم بلغهم في ذلك آثار إسرائيلية، .. وأنكر ذلك أكثر علماء الحجاز، منهم عطاء، وابن أبي مليكة، ونقله عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن فقهاء أهل المدينة، وهو قول أصحاب مالك وغيرهم، وقالوا: ذلك كله بدعة .. ولا يعرف للإمام أحمد كلام في ليلة النصف من شعبان، .. " إلى أن قال - رحمه الله -:  قيام ليلة النصف لم يثبت فيها شيء عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا عن أصحابه .. ". انتهى المقصود من كلام الحافظ ابن رجب - رحمه الله -.
وفيه التصريح منه بأنه لم يثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا عن أصحابه - رضي الله عنهم - شيء في ليلة النصف من شعبان.
وكل شيء لم يثبت بالأدلة الشرعية كونه مشروعاً؛ لم يجز للمسلم أن يحدثه في دين الله سواء فعله مفرداً أو في جماعة، وسواء أسرّه أو أعلنه لعموم قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: { من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد } وغيره من الأدلة الدالة على إنكار البدع والتحذير منها.
وقال الإمام أبو بكر الطرطوشي - رحمه الله -، في كتابه " الحوادث والبدع " ما نصه: " وروى ابن وضاح عن زيد بن أسلم قال: ما أدركنا أحداً من مشيختنا ولا فقهائنا يلتفتون إلى النصف من شعبان ، ولا يلتفتون إلى حديث مكحول، ولا يرون لها فضلاً على ما سواها، وقيل لابن أبي مليكة: إن زياداً النميري يقول: إن أجر ليلة النصف من شعبان كأجر ليلة القدر، فقال: لو سمعته وبيدي عصاً لضربته. وكان زياداً قاصاً " انتهى المقصود.
وقال العلامة الشوكاني - رحمه الله - في " الفوائد المجموعة " ما نصه: " حديث: يا علي من صلى مائة ركعة ليلة النصف من شعبان، يقرأ في كل ركعة بفاتحة الكتاب، و" قل هو الله أحد " عشر مرات، إلا قضى الله له كل حاجة ... الخ " وهو موضوع [ أي مكذوب على النبي صلى الله عليه وسلم ]، وفي ألفاظه - المصرحة بما يناله فاعلها من الثواب - ما لا يمتري إنسان له تمييز في وضعه، ورجاله مجهولون، وقد روي من طريق ثانية كلها موضوعة، ورواتها مجاهيل.
وقال في " المختصر " : حديث صلاة نصف شعبان باطل، ولابن حبان من حديث علي: " إذا كان ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها وصوموا نهارها " ضعيف.
وقال في " اللآلئ " : مائة ركعة في نصف شعبان بالإخلاص عشر مرات ... موضوع وجمهور رواته في الطرق الثلاث، مجاهيل وضعفاء، قال: واثنتا عشرة ركعة بالإخلاص ثلاثين مرة، موضوع وأربع عشرة موضوع.
وقد اغتر بهذا الحديث جماعة من الفقهاء، كصاحب " الإحياء " وغيره، وكذا من المفسرين، وقد رويت صلاة هذه الليلة - أعني: ليلة النصف من شعبان - على أنحاء مختلفة كلها باطلة موضوعة، .. انتهى المقصود.
وقال الحافظ العراقي: " حدي : صلاة ليلة النصف، موضوع على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكذب عليه ".
وقال الإمام النووي في كتاب " المجموع " : " الصلاة المعروفة بـ : صلاة الرغائب ، وهي : اثنتا عشرة ركعة بين المغرب والعشاء ليلة أول جمعة من رجب ، وصلاة ليلة النصف من شعبان مائة ركعة ، وهاتان الصلاتان بدعتان منكرتان ، ولا يُغتر بذكرهما في كتاب " قوت القلوب " و " إحياء علوم الدين " ، ولا بالحديث المذكور فيهما ، فإن كل ذلك باطل ، ولا يغتر ببعض من اشتبه عليه حكمهما من الأئمة فصنف ورقات في استحبابهما ، فإنه غلط في ذلك " .
وقد صنف الشيخ الإمام أبو محمد عبد الرحمن بن إسماعيل المقدسي كتاباً نفيساً في إبطالهما ، فأحسن وأجاد ، وكلام أهل العلم في هذه المسألة كثير جداً ، ولو ذهبنا ننقل كل ما اطّلعنا عليه من كلامهم في هذه المسألة لطال بنا الكلام ، ولعل في ما ذكرنا كفاية ومقنعاً لطالب الحق.
ومما تقدم من الآيات والأحاديث وكلام أهل العلم يتضح لطالب الحق : أن الاحتفال بليلة النصف من شعبان بالصلاة أو غيرها ، وتخصيص يومها بالصيام ، بدعة منكرة عند أكثر أهل العلم ، وليس له أصل في الشرع المطهر ، بل هو مما حدث في الإسلام بعد عصر الصحابة رضي الله عنهم ، ويكفي طالب الحق في هذا الباب وغيره قول الله - عز وجل -: ﴿ اليوم أكملت لكم دينكم  وما جاء في معناها من الآيات .
وقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: { من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد } وفي ما جاء في معناه من الأحاديث، وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: { لا تخصوا ليلة الجمعة بقيام من بين الليالي ، ولا تخصوا يومها بالصيام من بين الأيام ، إلا أن يكون في صوم يصومه أحدكم }.
فلو كان تخصيص شيء من الليالي بشيء من العبادة جائزاً ، لكانت ليلة الجمعة أولى من غيره ، لأن يومها هو خير يوم طلعت عليه الشمس ، بنص الأحاديث الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما حذر النبي صلى الله عليه وسلم من تخصيصها بقيام من بين الليالي ، ذل ذلك على أن غيرها من الليالي من باب أولى لا يجوز تخصيص شيء منها من العبادة إلا بدليل صحيح يدل على التخصيص .
ولما كانت ليلة القدر وليالي رمضان يشرع قيامها والاجتهاد فيها ، نبه النبي - صلى الله عليه وسلم - على ذلك وحث الأمة على قيامها ، وفعل ذلك بنفسه كما في الصحيحين عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : { من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر الله له ما تقدم من ذنبه } ، { ومن قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر الله له ما تقدم من ذنبه }.
فلو كانت ليلة النصف من شعبان ، أو ليلة أول جمعة من رجب ، أو ليلة الإسراء والمعراج بشرع تخصيصها باحتفال أو شيء من العبادة لأرشد النبي صلى الله عليه وسلم الأمة إليه أو فعله بنفسه ولو وقع شيء من ذلك لنقله الصحابة رضي الله عنهم إلى الأمة ولم يكتموه عنها ، وهم خير الناس وأنصح الناس بعد الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ورضي الله عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأرضاهم .
وقد عرفت آنفاً من كلام العلماء : أنه لم يثبت عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا عن أصحابه - رضي الله عنهم - شيء في فضل ليلة أول جمعة من رجب، ولا في فضل ليلة النصف من شعبان فعلم أن الاحتفال بهما بدعة محدثة في الإسلام ، وهكذا تخصيصهما بشيء من العبادة بدعة منكرة ، وهكذا ليلة سبع وعشرين من رجب التي يعتقد بعض الناس أنها ليلة الإسراء والمعراج ، لا يجوز تخصيصها بشيء من العبادة ، كما لا يجوز الاحتفال بها للأدلة السابقة ، هذا لو عُلمت فكيف والصحيح من أقوال العلماء أنها لا تعرف ؟! وقول من قال : أنها ليلة سبع وعشرين من رجب ، قول باطل لا أساس له في الأحاديث الصحيحة ، ولقد أحسن من قال :
وخير الأمور السالفات على الهدى ***************** وشر الأمور المحدثات البدائع
والله المسؤول أن يوفقنا وسائر المسلمين للتمسك بالسنة والثبات عليها والحذر مما خالفها إنه جواد كريم .
وصلى الله على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

انتهى بتصرّف واختصار من مجموع فتاوى سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز 2/88



إقرأ المزيد.. Résumébloggeradsenseo