أقنعني بأن نعيش كالأزواج وقت الخطبة!
السؤال
♦ ملخص السؤال:
فتاة مخطوبة لشابٍّ، أقنعها بأنه يريد أن يعيش معها كالأزواج؛ لأنه لن يتحملَ أن ينتظرَ إلى موعد الزواج، ثم تخلى عنها، فهل تخبر أهلها أو لا؟
♦ تفاصيل السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عندي مشكلةٌ لا يعلمها إلا اللهُ، كنتُ مخطوبةً لشابٍّ، وكنا متفقَيْن على الزواج، أوْهَمني أنه لن يستغنيَ عني، وأقنعني أن نعيش معًا مثل الأزواج؛ لأنه لن يتحملَ أن ينتظرَ إلى موعد الزواج!
بالفعل عشتُ معه مثل زوجتِه، ثم فجأةً تغيَّر، وقال لي: "كل واحد يعيش حياته، ولا بد أن ينسى كلٌّ منَّا الآخر"، لا أعرف ماذا أفعل؟ أهلي لا يعلمون شيئًا عن الموضوع، ولا أعلم هل أخبرهم أو لا؟
الجواب
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
أهلًا بكِ عزيزتي في شبكة الألوكة.
هناك تفصيلٌ مهمٌّ وصغيرٌ لم تذْكريه لنا، وهو: هل خطبتكما كانتْ بعقدٍ شرعيٍّ؟ أو فقط بمُوافَقة الأهل؟
فإن كانتْ بعقدٍ شرعيٍّ، فإنك تخرجين مِن الإثم الشرعيِّ، وتدخلين في دائرة الإثم الاجتماعي فقط، أما إن كانتْ مجرَّد مُوافقة ومعرفة مِن الأهل، فهنا يُصبح الأمرُ كبيرًا، ويُصبح فعلُكما زنًا وكبيرةً مِن كبائر الذنوب!
ما فهمتُه أنَّ خطبتكما لم تكنْ بعقدٍ شرعيٍّ، وهو ما يُعَقِّد الأمرَ، ولكن ما قد فات فات، ولن يرجعه الندمُ الآن، وما ذكرتُه كان لأُوَضِّح لكِ الأمر مِنْ ناحيةٍ شرعيةٍ، ولكنه لن يُغَيِّرَ شيئًا في النتيجة، وما عليكِ فِعْله الآن هو أن تتوبي إلى الله مِن هذا الذنب، والتوبةُ أولها الندَمُ، وأنت نادمةٌ، فأتْبِعي ندَمك بالاستغفار الكثير، وفِعْل الحسنات التي تمحو الذنوب - بإذن الله - حتى يعفوَ اللهُ عنك!
بعد ذلك نأتي للتصرُّف الصحيح الذي يجعلنا نخرج مِن المشكلة بأقل الخسائر، فقد أقنعكِ وأنتِ قبلتِ ربما لثقتك الكبيرة فيه، ولكن هذا الأمر يجعلكما شريكَيْن في الخطأ، ثم تخلَّى عنكِ، وتَمَلَّص مِن أي مسؤوليةٍ، وهنا عليكِ أن تَحْمَدي اللهَ على عدة أمور:
أولها: أنه لم يحصلْ حَمْلٌ نتيجة العلاقة، وإلا كانتْ ورطتك أعظم.
ثانيًا: أنه تَمَلَّصَ وتخلى الآن، وعرفته على حقيقته مبكرًا قبل أن تتزوَّجَا وتُنْجِبَا، ثم يترك لكِ المسؤولية كاملةً، ويختفي هو!
الآن عليكِ أن تقطعي علاقتكِ به تمامًا، وألا تُكلميه، ولا تردِّي على اتصالاته، وأهلكِ يجب أن يعرفوا بأمرِ تَرْكِه لكِ، ولكن بدون أن تخبريهم بما حصَل بينكما، فوفقًا لما كتبتِه لنا أنه ترَككِ بسبب الخلافات والمشكلات، وسكوتُك عن الأمر قد يجعله يرى ضعفَك وخوفكِ، ويستغله مرةً أخرى! لكن إن أخبرتِ أهلكِ وهم تصرَّفوا معه وسألوه وواجَهوه بمسؤوليته، فهذا الأمرُ سيكون لصالحك.
قد تقولين: ماذا لو أخبر أهلي بما حصَل بيننا؟
سأقول لكِ: لا أتوقَّع أن يخبرهم؛ لأنه سيُواجِه مشكلاتٍ كثيرةً إن قال: إنه اختلى بكِ وعاشَرَكِ، هذا أولًا.
ثانيًا: إنْ قال ذلك، فأنكري أنتِ، وقولي لهم: إنه يُريد أن يقلبَ الطاولةَ عليكِ، ويَتَمَلَّص مِنْ تَرْكِه لكِ فجأةً!
وأهم أمر في الموضوع كله هو ألا تخبري أي مخلوقٍ كان بما حصَل بينكما، فإن أخبرتِ أحدًا - مهما كانتْ ثقتك به - فسيصبح سِرك عنده وحياتك واطمئنانك مَرْهونًا بين شفتيه؛ فاللهُ سبحانه قد ستر عليكِ، فاستري أنتِ على نفسك!
أخيرًا عزيزتي، وربما هذه النقطة الأهم بالنسبة لكِ، وهي: ماذا تفعلين إذا تزوَّجتِ مِن شخصٍ غيرِه؟ كيف تُبَرِّرين فقدانك لعذريتك؟
أولًا - واعذريني لأني قد أقسو عليكِ قليلًا هنا، ولكن أحيانًا الألمُ الذي نشعر به يجعلنا أقوى وأفضل -: أنتِ لم تَفْقِدي عُذريتك الجسدية فقط، ولكنكِ فقَدْتِ عذريتك النفسية والعاطفية أيضًا، وهما أمران لا يُمكن استرجاعهما تمامًا؛